قصتين فيها عبرة وحكمة عميقة نادي القراءة والكتاب
قصتين فيها الكثير من العظة والحكمة،قصة قصيرة تعبر عن الكثير ويستشف منها العديد من الفوائد .استمتع معنا بقراءة وتحليل هذه القصتين القصيرة.مقدمة من نسج للقصص والروايات.
القصة الاولى:
لم يكن المطر الربيعي من الغزارة ، بحيث يجعل الأشياء تتبلل كان خفيفا حتى ليوشك أن يشبه الضباب ، ولا تتجاوز ندواته ما يرطب البشرة قليلاً ، انطلقت الفتاة تعدو إلى الخارج ، ولكحت مظلة الفتى !
أوه ، إنها تمطر .. بينما كان الفتى يمرأمام المتجر ، فتح مظلته .. ليحجب خجله بأكثر من حمايته لنفسه من المطر ، وعلى الرغم من ذلك ، فقد مد يده الممسكة بالمظلة نحو الفتاة ، فوضعت كتفا واحدة تحتها ، وشرع الفتى يبتل الآن .
احتماء :
ولكنه لم يستطع إجبار نفسه على الاقتراب بشكل أكبر من الفتاة ، ليسألها عما إذا كانت ستشاركه الاحتماء بها ، وعلى الرغم من أنها أرادت أن تضع يدها على مقبض المظلة مع يد الفتى ، إلا أنها بدت كأنما توشك على الركض بعيدًا .
القصة الثانية :
الأستويو :
مضيا كلاهما إلى استوديو المصور الفوتوغرافي ، فوالد الفتى يوشك على أن ينقل في إطار وظيفته بالخدمة المدنية ،وهذه الصورة ستكون صورة وداعمهما ،أتجلسان معا هنا لطفًا ؟ .. قالها المصور ، وهو يشير نحو الأريكة ، ولكن الفتى لم يستطع الجلوس إلى جوار الفتاة ، وإنما وقف وراءها ، وهو يمسك عباءتها بخفة ، باليد التي أرخاها على ظهر الأريكة ، وقد أراد أن يشعر بأن جسديهما متصلان على نحو من الأنحاء .
حرارة الجسد :
وكانت تلك المرة الأولى على الإطلاق التي يمسها فيها ، وجعلته حرارة الجسم ، التي كان بمقدوره أن يستشعرها من خلال أطراف أصابعه ، يحس بالدفء الذي كان يمكن أن يغمره لو أنه قدر له أن يعتنقها عارية !. لسوف يتذكر ، طوال عمره دفء جسمها ، عندما يتطلع إلى هذه الصورة ، أتودان أن ألتقط صورة أخرى؟ بمقدوري التقاط صورة عن قرب أكبر لكما أحدكما بجوار الآخر ، اكتفى الفتى بالإيماء موافقًا ، همس للفتاة قائلا : ماذا عن شعرك .
نشوة :
تطلعت إليه وتضجرت وجنتاها خجلا ، وتوهجت عيناها بنشوة متألقة ، ومضت مذعنة إلى الحمام ، كانت عندما رأت الفتى يمر بجوار المتجر في وقت سابق ، قد انبعثت واقفة ، من دون أن يتاح لها من الوقت ما ترتب فيه شعرها .
خجل :
والآن ساورها الشعور بالقلق لأن شعرها مشعث ، كأنما أزالت عنه لتوها الغطاء الواقي الذي تضعه خلال الاستحمام ، واستبد بها الخجل إلى حد أنها لم تستطع البدء في ترتيب خصلات شعرها النافرة على نحو سليم أمام رجل ، ولكن الفتى كان قد حدث نفسه بأنه سيجعلها أشد شعورا بالإحراج ، لو أنه طلب منها أن ترجل شعرها مجددًا .
انتماء :
وبينما كانا يوشكان على مغادرة الاستديو ، تطلع الفتى حوله بحثًا عن المظلة ، ثم لاحظ أن الفتاة قد سبقته ، وأمسكت بها ، وعندما لاحظت أن الفتى يرمقها ، خطر لها فجأة أنها قد أخذت مظلته ، وجعلتها الفكرة تعقل ، ترى هل أظهر تحركها العفوي للفتى أنها تشعر بأنها بدورها تنمتي له ؟
المظلة :
لم يستطع الفتى أن يعرض عليها الإمساك بالمظلة ، ولم تتمكن هي من إجبار نفسها على تسليمها له ، كان الطريق يبدو الآن بشكل من الأشكال مختلفا عن ذلك الذي أقبلا عبره إلى استديو المصور ، فقد أصبحا كلاهما فجأة ، من الكبار وعادا إلى داريهما ، وهما يشعران كأنهما زوجان .. حتى وإن اقتصر هذا الشعور على حادثة المظلة هذه .
عندما كانت يوريكو في المدرسة الابتدائية ، حدثت نفسها قائلة : لشد ما يساورني الشعور بالأسف على يوميكو ، فهي مضطرة لاستخدام قلم رصاص أصغر من إبهامها ، وتحمل معها حيثما مضت حقيبة كتب شقيقها الأكبر .
نبذة عن المؤلف :
رواية من روائع الأدب الياباني ، للأديب الياباني ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، وهو الأديب والروائي ياسوناري كاواباتا ، ولد كاواباتا في أوساكا – اليابان في 14 يونيو عام 1899م ، بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية في جامعة طوكيو الإمبراطورية ، ففيها نشر قصته القصيرة الأولى مشهد من جلسة أرواح ، من أهم كتاباته : بلد الثلج ، طيور الكركي الألف ، توفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م .
هكذا فقد قررت أن تكون لها الأشياء نفسها التي لأحب صديقاتها ، فقطعت قلمها الرصاص الطويل ، إلى أقلام عديدة صغيرة بالمنشار الصغير ، المرتبط بمطواتها ، ولما لم يكن لها أخ أكبر منها ، فقد توسلت لأبويها ، بعين دامعة ، أن يبتاعا لها حقيبة مدرسية مما يستخدمه الفتية .
يوريكو والدراسة :
وعندما التحقت بمدرسة الطالبات ، حدثت نفسها قائلة : ماتسوكو شديدة الجمال ، وعندما تحمر شحمتا أذنيها وأصابعها ، وتتشقق من البرد اللاذع ، فإنها تبدو رائعة الحسن ، وهكذا فإنها لتغدو كأحب صديقاتها تماما ، مضت تغمر يدها لوقت طويل في ماء الغسيل البارد ، وإذ تبلل أذنيها ، فإنها تنطلق إلى المدرسة في ريح الصباح الباردة .
زواج يوريكو :
عندما أتمت دراستها ، فإنه من المسلم به أنها أحبت زوجها إلى حد الانشغال ، وهكذا فإنها في غمار تقليدها لأحب شخص في حياتها ، قامت بقص شعرها ، ووضعت عوينات غليظة ، ورعت الزغب على شفتها العليا ، آملة على ن يصبح شاربا ، ودخنت باستخدام غليون بحارى ، ودرجت على قول أنت لزوجها ، وسارت بخطى رجل متقافزة ، وحاولت الالتحاق بالجيش !
نبات انتزعت براعمه :
ومن المدهش أن زوجها منعها ، من القيام بكل هذه الأمور ، بل أنه أعرب عن شكواه عن قيامها بارتداء ملابس داخلية طويلة مثله ، وعلا التجهم وجهه ، شأنه عندما لا تضع أي أحمر شفاه أو ذرور وهكذا ، فإن حبه لها مكبل اليدين والقدمين ، وشأن نبات انتزعت براعمه ، مضى يزوى على مهل .
الشعور بالوحدة :
حدثت نفسها قائلة : ياله من شخص كريه ! لماذا لا يدعني أفعل الأشياء نفسها التي يقوم بها ؟الأمر موح بالوحدة الشديدة ، عندما أصبح ومن أحبه مختلفين ، تحولت يوريكو بحبها إلى الرب ، ومضت تبتهل : رباه ، فلتتجل آلاؤك لي ، فلتظهر لي شيئا من رضاك ، فإنني أرغب في أن تكون قدوتي ومثالي وأن أكون على شاكلتك .
يوريكو :
تردد من عليين صوت بالغ الجلاء : لسوف تصبحين زهرة سوسن مثل مقطع يورى في اسمك وشأن السوسنة لن تحبي شيئا ، شأن السوسنة ستحبين كل شيء ، نعم ، قالتها يوريكو ، في استخذاء ، وهي تتحول إلى سوسنة .
تعليقات
إرسال تعليق