التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصة الكذب الابيض والثورة الكولمبية

قصة الكذب الابيض والثورة الكولمبية

قصة الكذب الاببيض والثورة الكولمبية مقدمة من نسج

الكذبة الإيجابية هي مصطلح عُرف أثناء اندلاع الثورة بنهاية عام 2008م بسبب تورط أفراد بالجيش الكولومبي في اغتيال المدنيين الأبرياء ؛ والذي يُعرف في القانون الإنساني الدولي على أنها عمليات إعدام خارج نطاق القضاء .
وتبدأ احداث قصة الكذب الابيض او الكذب الإيجابي  حين:
فتح في الصباح عيونه على يوم جديد من النضال ، يسير المنزل ببطء حيث يتم استهدافه دون وعي في كل اتجاه ؛ في فتحات الجدران وبين الشقوق المفتوحة بمرور الزمن ؛ وفي كل صورة تستحضر الماضي ؛ مداعبةً كل شيء من خلال نظراتها وهي تسترجع ذكريات الماضي قائلةً : انظر إلى هذه القهوة التي تروق لك ؛ إنها ذات طعم مر بعض الشيء ولكنك تحبها هكذا؛ هل تتذكر ؟

تعرفت يداها على الأوراق التي تبحث عن تلك الصورة المفقودة ، لقد تكررت الطقوس ألف مرة لتنظيم الحياة في إطار الذكريات ، دون بكاء ؛ دون كلام ؛ مشيرةً فقط إلى أن روح ابنها لم تُفقد إلى الأبد ، لقد وجدوا بالأمس صديقه غونزالو في مقبرة من المقابر المركزية ؛ حيث قتلوه هو الآخر من الخلف ، كانت الأم ديانا تعاني من مشاكل مع العسكريين ولم تسمح له تقريبًا بالخروج .




قبل خمسة أعوام حينما اتخذ أنطونيو طريقه الخاص ، كان عقله أكثر جوعًا من شعوره بالوهم ، كان ذلك الألم يصحبه منذ أن كان طفلًا ، الإحباط هو الذي كان يحرك مشاعره ويُخرس الأفكار بداخله ؛ إنه وباء المدانين في الأرض ، ذهب لالتقاط قهوته ، كان يبحث في تلك الجبال البعيدة عن القليل من الكرامة ، الآن فإن الشيء الوحيد الذي تبقى لماريا كان ظلها الذي يحاصر الأشياء ، إنها بقايا حياة أنهكتها حرب والتي لم تقرر أبدًا أن تخوضها .
قالت ماريا : سأنهي اليوم عملي في وقت متأخر ، انظر لقد وصل بعض الزملاء من بعيد ، في ذلك اليوم كانت الساحة ممتلئة ، وكانت هناك نساء لا تُحصى عددهن حيث حملن صور أبنائهن القتلى ، بدا المشهد بلا حدود ، ولكن مع ذلك كانت كل واحدة منهن تحمل رقمًا دقيقًا وهو “3.765” والذي يعبر عن عدد المدنيين الأبرياء الذين تم خداعهم في مناطق القتال وقُتلوا بدم بارد وتم تقديمهم كضحايا للعدو وغنائم حرب .
كلهم كانوا من الفقراء وكانوا جميعًا قد أخذوا وعدًا بالحصول على فرصة عمل ، كما تم إعدامهم جميعًا والإعلان عنهم بأنهم مقاتلين ، الآن لقد امتلأت الساحة بعد ظهر يوم الخميس ، كانت صورهم تذكر العالم أنهم في حرب بلا مشاعر قد تضاعف الألم في أجساد أولئك الذين لا يحملون السلاح .

تحدثت ماريا قائلة : بالنسبة لي ؛ تركني ابني منذ خمس سنوات ، لقد قتلوه ثم وضعوا السلاح في يده ، ثم تم تكريمهم ، كانت ماريا تتحدث إلى مجموعة من الوافدات حديثًا واللاتي طبعن الفزع على وجوههن والذي يوضح الاندهاش أمام مدينة لا ينتمين إليها ، الآن كانت قوية ، لقد تعلمت أن تقول الحقيقة في كل الأيام .
احتضنتهن ماريا جميعًا ، كان عناقًا يبرز مدى الألم الذي تشعرن به ، أصبحن جمعيهن شخص واحد ، كان يجمعهما ماضي مشترك والذي منحهن لقب أمهات الكذبات الإيجابية.
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية .



نبذة عن الكاتب:
الكاتب هو ألفارو لوزانو Álvaro Lozano Gutierrez ، حاصل على بكالوريس حقوق ودكتوراه في التاريخ ، وخاض العمل في السلك الدبلوماسي خلال عام 2001م ، ثم عمل في السفارة الإسبانية الموجودة في بوليفيا وتركيا ، اشتهر بكتابة الروايات التاريخية والقصص القصيرة ، ومن أبرز قصصه القصيرة قصة كذبات إيجابية” والتي حصلت على الجائزة الثانية خلال عام 2016م .


بعنوان : Los falsos positivos

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة قصيرة مترجمة من اليابانية

قصة قصيرة مترجمة من اليابانية مصدر الصورة ما إن وصلت المرأة من الوطن ، لتزف إلى الرجل ، حتى نقل إلى مركز الأرصاد الجوية ، في سلسلة جبال هسينج آن ، بمنشوريا ، وتمثل ما أدهش المرأة أكثر من أي شيء آخر ، من أن ملء صفيحة زيت من الماء يكلف سبعة سينات .. ماء قذر . نبذة عن المؤلف : قصة عالمية ، للأديب الياباني والروائي ياسوناري كاواباتا ، ولد كاواباتا في أوساكا – اليابان في 14 يونيو عام 1899م ، تخرج من جامعة طوكيو الإمبراطورية ، وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، من أشهر إبداعاته : رواية الصورة ، رواية جلسة أرواح ، رواية مظلة ، إلخ.. توفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م ، وهو الأديب الياباني الذي ترجم له أكبر عدد من الأعمال الياباني إلى اللغة العربية . ومختلط بما لا يدري المرء ، وساورها الشعور بالغثيان ، لمجرد التفكير في أن عليها استخدام هذا الماء في المضمضة ، أو غسل الأرز ، وفي غضون ستة أشهر ، انقلب لون الملاءات والملابس الداخلية جميعها ، إلى الصفرة !

قصة من الادب اللاتيني

قصة من الادب اللاتيني للكاتبة لوكريسيا مالدونادو . قصة من الادب اللاتيني قصص نسج يظهر كل شيء فجأة بوضوح وفي الوقت نفسه يوجد الكثير من الظل في كل الأنحاء ، وفجأة كما لو أن الحزن قد انتهى ومع ذلك تتألم كثيرًا لأنك لا تستطيع أن تقف على قدميك ، وفجأة ينسى الواحد كل شيء . ولكن تأتي تلك الوجوه الحزينة لأطفال يبكون وهم يتشبثون بالبنطال :”لا ترحل بابا” ، ولكنني كنت أبًا لأحدهم ذات مرة فمتى وكيف وأين ومع من ،وفجأة ظهر شخص وكأنه مصاب بالهلوسة وكان ذا عينين شاردتين . وبمجرد سماعه يتحدث بلهجة غريبة غير اللهجة الأصلية ؛ لم يستطع أحد أن يفهم تلك اللهجة اللعينة التي يتحدث بها ، وفجأة يعرف أن لا أحد ينتظرنا في ذلك المكان ، ومع ذلك استمر في بحثه بعينيه بانزعاج وسط الظلال في الوجوه المألوفة القديمة ،والذي لم نتعرف عليه وسط ذلك الحشد .

قصة رواية 1984م جورج أورويل

حينما يكون هناك عالم مليء بالزيف والتلاعب بالبشر في وقت لا تهدأ فيه شظايا الحرب القاتلة ؛ إذن فإنك أمام عالم لا يعرف الرحمة بل إنه ارتبط بالظلم والطغيان ونظامًا سياسيًا فاسدًا ، إنه العالم الذي ورد في رواية “1984”. نبذة عن مؤلف الرواية : الكاتب هو “جورج أورويل” وهو الاسم المستعار الذي اشتهر به ، أما اسمه الحقيقي فهو “إريك آرثر بلير” ، الذي وُلد عام 1903م في بريطانيا ، وقد عُرف كصحافي وكاتب روائي ، توفي عام 1950م ، ومن أبرز أعماله رواية “1984” والتي تم اختيار اسمها لجذب الانتباه بعد تغييره من “الرجل الأخير في أوروبا”. حول الرواية : لقد وقعت أحداث الرواية في أوشينا وهي واحدة من الثلاثة دول العظمى التي قامت باقتسام العالم بعد نشوب حرب عالمية قاسية ، وتأتي معظم أحداث الحبكة الدرامية في لندن ، وتمتلئ المدينة بملصقات تتبع رئيس الحزب حيث كُتب عليها “الأخ الأكبر يراقبك ” ، وقد انقسم شعب أوشينا إلى ثلاث طبقات أساسية وهم : الطبقة العليا (الحزب الحاكم وهم أقلية 2%) ، والطبقة الوسطى (الحزب الخارجي 13%) ، والطبقة الدنيا (الطبقة الكادحة 85%) ، وقد قام الحزب الحاكم بالسيطرة على المواطنين من خلال أربع...